هناك حمقى كثيرون

عاد أنور إلى السجن حليق الشعر ... وكانت ألبسته أشبه بألبسة كونت .. يجر وراءه حقيبتين كبيرتين ... فأستقبله أصدقاءه القدامى أستقبالاً حاراً .
كان من بين أصدقائه سليمان آغا وهو رجل ناهز الخمسين ... جلس إلى جانب أنور وسأله :
- ولك أنور ماذا فعلت هذه المرة ؟؟؟ هل بعت محطة القطار لأحدهم ؟؟؟
ضحك أنور وقال له : لا ... هذه المرة قضية بسيطة
كان الجميع قد تجمعوا حول أنور يطلبون منه أن يقص عليهم قصة المخفر ...

بدأ أنور يقص عليم قصة المخفر : في أحد الأيام كنت جالساً مع المرحوم علي المصرفجي في أحد المقاهي .. وفجأة دخل أحد الحمقى وأوقع نفسه بنفسه ... المسكين متزوج حديثاً وعاطل عن العمل وزوجته لا تعرف .. فكان يبحث عن عمل يومياً من الصباح حتى المساء دون جدوى ...
قال له علي المصرفجي : لقد حزنت من أجلك يا سيد ... إنني أريد أن أقدم لك إحساناً ...
قال الرجل : ليرضى الله عنك
فقال علي المصرفجي وهو يشير إلي :
- هذا الصديق من ضباط الشرطة وبالتأكيد سيجد لك عملاً
فقلت له مباشرة : هل تستطيع أن تعمل مفتشاً في الشرطة ؟؟؟
قال الرجل : والله لا أدري إذا كنت قادراً على القيام بهذا العمل لأنني لم أدرس بما فيه الكفاية .. حصلت على الشهادة الأبتدائية فقط
فقلت له : هذا أفضل نحن نفضل أمثالك عن الجامعيين في هذه الوظيفة
وتم الأتفاق بيننا على أن يدفع لي ثلاثة آلاف ليرة مقابل أن أعينه مفتشاً في الشرطة

ضرب سليمان آغا يديه على رأسه وقال : يااااااااااااااه كم من الحمقى في هذه الدنيا ... أكمل يا أنور وماذا حدث بعد ذلك ؟؟؟

في مساء ذلك اليوم كنت أتمشى مع علي المصرفجي فوجدنا شقة للأيجار ... قابلنا صاحبها ودفعنا له عربون ... وقلنا له سنقيم فيها مخفراً للشرطة ...وأعطيناه إيجار شهر ... ثم صعدنا وألقينا نظرة على الشقة من الداخل .

ضرب سليمان آغا يديه على رأسه وقال : يا الله ... ما أكثر الحمقى في هذه الدنيا .. ولك أخي هل يوجد أجحش من ذلك الأنسان ... ثم ماذا حصل بعد ذلك يا أنور أفندي ؟؟؟

بعد ذلك ذهبنا إلى السوق وأشترينا علماً ورفعناه على البلكون وثبتنا لوحة على باب المنزل مكتوب عليها " مخفر السلام "
ثم ذهبنا إلى المقهى الذي ألتقينا فيه بالرجل .. وكان ينتظرنا ... فقال له علي المصرفجي : أوجدنا لك عملاً أيها الأخ ... فقد تم تعيينك في " مخفر السلام " ... هيا فصل لنفسك بدلة مفتش وأبدأ العمل مباشرة
كان الرجل لا يعرف كيف يشكرنا ... أما أنا فقلت للرجل :
- ولكن أنتبه ... تم تشكيل هذا المخفر حديثاً ولذلك فإن فه نقصاً في العناصر ... ستعمل هناك بمفردك لمدة وجيزة .. ربما شهر أو أقل .. ثم تقوم بتعيين الحراس وعناصر الشرطة اللازمين لك .... ثم أخذنا الرجل إلى المخفر ..

قال سليمان آغا : ولك ... معقول في ناس مثل هذا الحمار في هذه الدنيا ... كمل أخي أنور... كمل

وبعد يومين ذهبنا إلى المخفر ... كان الرجل قد صنع لنفسه بدلة مفتش جميلة .. عندما رآني نهض فوراً وقدم لي تحية عسكرية .. وكانت الأمور على ما يرام .

خرجت مع علي المصرفجي إلى الشارع وأشرنا إلى أحد المارين :
- هل تستطيع الحضور إلينا ؟؟
قال الرجل : ولماذا ؟؟
- ستعرف السبب في المخفر
- وما شأني في المخفر ؟
-لا تجبرنا على أستعمال القوة يا أفندي ... ستأتي إلى المخفر تحت أسم القانون
أدخلنا الرجل إلى المخفر .. قلت للمفتش :
- سجل معلومات البطاقة الشخصية لهذا الشخص
وخرجت من الغرفة ... قام علي المصرفجي على تنظيم مخالفة قيمتها مائة وخمسون ليرة .. وكان الرجل على استعداد لدفع مائتان وخمسين ليرة فقط ليخلص نفسه من المخفر .

لطم سليمان آغا رأسه بقوة وقال : ما أكثر الحيوانات في هذا المجتمع يا أخي ... ماذا حصل بعد ذلك يا أنور أفندي ؟؟

بعد ذلك بدأنا القبض على المارة من أمام المخفر وكنا نتهم كل شخص على أن له سابقة ... وعندما كان يصر المتهم على برائته كنا نطلب منه البطاقة الشخصية .. وإذا لم يكن يحملها فإنه يكون قد وقع في المصيدة ... كنا نعترض في اليوم الواحد أكثر من عشرين رجلاً

في هذه الأثناء كان المفتش قد بدأ بالشكوى ... فهو لا يستطيع البت في هذه الأعمال لوحده ... يجب أن يدعم المخفر بمجموعة من العناصر ... وعندما سألناه : ما هذا الشغل ولك أخي ؟؟ ... وإذ به يخرج مجموعة كبيرة من الأوراق الرسمية التي كانت تصل إلى المخفر وتتضمن أجوبة عن أسباب توقيف المواطنين ... ولم يكن لنا علم بذلك ... كان الجميع يحسبون أن المخفر حقيقي فكانت ترد إليه الشكاوى والخصومات .. وكان مفتشنا يستلم هذه الشكاوى ويرسلها إلى المديرية العامة للدراسة ... هل تريدون أن أخبركم أكثر من ذلك ؟؟؟ لقد بدأت المديرية بمخاطبة المخفر وإرسال الأوامر والبرقيات إليه ..ههههههههههه ...
عندها قلت لعلي المصرفجي إن الأمور قد تطورت كثيراً ... هيا بنا لنهرب قبل أن تدق رقابنا ... وكان يقول لي :
- لننتظر بعض الوقت لنرى ماذا سيحدث ...

في أحد الأيام ذهبنا إلى المخفر ... وإذا عنصرين من عناصر البوليس موجودين مع مفتشنا فقال لنا :
- كتبت منذ مدة إلى المديرية ... أخبرتهم عن النقص الموجود في مخفرنا فأرسلوا لنا هذين العنصرين مؤقتاً

مخفرنا كان على وشك أن يصبح مخفراً حقيقياً بكل معنى الكلمة .. ولكن من يديره .. ؟ هم ..؟ أم نحن .. ؟

كانت الأمور تسير كما نريد .. لولا أن صاحب البيت طلب استكمال أجرته بعريضة مقدمة لوزارة الداخلية ... كما أن مفتشتنا أعلم المديرية أن له شهرين في العمل ولم يتقاضى راتباً حتى الآن ... عندما وصلت الأمور إلى طلب أموال ... قالوا في المديرية :
- من أين خرج لنا هذا المخفر المسمى " مخفر السلام " ؟؟؟!!! اذهبوا وتحروا الأمر
كنت أنا وعلي المصرفجي نسأل عن البطاقات الشخصية في الخارج وعند عودتنا إلى المخفر وجدنا كل مديرية الأمن في المخفر ... وعندما شاهدنا عناصر شعبة الأمن أنا وعلي المصرفجي صرخوا :
- ولك أنور ... ولك علي المصرفجي ... كنا نبحث عنكم
ووضعوا الكلبجات في أيدينا ومفتشنا يصرخ في وجوههم :
- ولك أخي صارلي شهرين وأنا أقود هذا المخفر كوني مفتشه ورئيسه ....
المسكين لم يستوعب ماذا حصل .... هذه هي قصة المخفر كاملة .. أما نحن فقد أدخلونا السجن

أنزل سليمان آغا صفعة قوية على جبينه وقال صارخاً :
- ولك أخي ما أكثر الحمقى في هذه الدنيا .

بعد مدة طويلة .. وفي إحدى الأمسيات سمع المساجين أنيناً حزيناً صادراً من الحديقة العليا للسجن .. فهرع الجميع نحو مصدر الصوت ... وإذا بسليمان آغا ينهال على أنور بالضرب المبرح بأقدامه وأنور يصرخ .. ويصرخ ... تم تخليص أنور من يد سليمان آغا بصعوبة بالغة ... وعندما سئل سليمان آغا عن سبب ضربه لأنور لم يقل شيئاً

بعد فترة فهم الجميع السبب .. وهو أن أنور كان قد باع حديقة السجن العليا لسليمان آغا بميلغ عشرة آلاف ليرة ... !!!!! وخسر المبلغ كله في القمار

بعد ذلك عندما كان يطلب المساجين من أنورأن يقص عليهم كيفية بيعه للترمواي لأحد الحمقى ... كان سليمان آغا يغادر المكان ولا يعود إليه إلا بعد انتهاء قصة البيع من قبل أنور

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

والله في حمقى كتيرررررررر

مشكووور ريماااا

ههههههههههههههههههه لكل داء دواء الا الحماقه اعيت من يداويها
lol!

بس القصه اكبر من موضوع الحماقه بذاتها فهي تطرح اكثر من شيء في آن واحد سلمت يداكي اخت ريماااااااااا متعودين عكلامك وثقافتك الرائعه

يسلمو على الموضوع اختي ريما

لا تخافي الحمقى في كل مكان

حتا هون فيه حمقا

الي فوقي

خخخخخخخخخخخخخخخخخ

مشكوره كتير ريما على القصه

الله ما كتر الا من امثال الحمقى